التشرميل ليس إلا نداء استغاثة: بدأ بالاسلحة الاتوماتيكية في أمريكا وانتهى بتربية الضباع في نيجيريا
التشرميل ليس ظاهرة جديدة، هي ظاهرة خطيرة لكن ليست جديدة،لايمكن نقاش هذه الظاهرة لا يجب أن يتم إلا في نطاق علم الاجتماع:هي واحدة من ضمن التعبيرات الصرفة من طرف الفقراء، من طرف الشباب المحروم في الأحياء الشعبية ليقولوا للاَخرين نعم نحن هنا،نريد العيش ولنا صوت، نحن أيضا لنا قصات شعر تميزنا ونستطيع أن نقتني ملابس أصلية من ماركات عالمية كـــ لاكوست ونايك وتلك الساعات الباهظة الثمن والهواتف النقالة، هذه سلوكات قديمة كانت تبهر السباح الذين كاينو يزورون المغرب و يتساءلون كيف يمكن لمن يسكن في براكة أن يخرج بملابس فاخرة،إنه تعويض عن النقص،انه نداء استغاثة ومحاولة للتحكم في المصير والارتقاء الطبقي، كما تحدث عنه مصطفى حجازي في كتابه سيكولوجية الانسان المقهور.
المتمعن في الصور المنشورة سيجد صورا لشباب قاصر و تلاميذ بملابس معينة و وجوهم مكشوفة،يفتخرون بملابس باهظة و بالسيوف و السواطير في تقليد لمثالهم الأعلى في الدرب و الحومة، تقليد للمجرمين الصغار الحقيقيين الذين لا يعرفون الفايسبوك ولا يصورون أنفهسم،صور مع كميات من أموال تخصهم حتى أن في بعض الصور توجد أوراق نقدية من فئة عشرين درهم، أو تخص اَباءهم،يدّعون متفاخرين أنها مسروقات، وهو ما تعترف به الادارة العامة للأمن الوطني في بلاغها الاخير عن الحملات الأمنية بالدار البيضاء،حيث تصف التشرميل بأنه تبليغ عن جرائم وهمية وكاذبة بهدف ترويع المواطنين، لكن مهلا الهدف ليس ترويع المواطنين إنها كما قلنا حماقات شباب ونداءات استغاثة في أحياء لا دور شباب فيها ولا أنشطة ثقافية
هذه الظاهرة سبق وأن بدأت في "كيتوهات" السود الأمريكان في كوينز وهارليم ، كتعبير عن الرفض والتمرد عن المجتمع،وأنتجت في الأخير أغاني الراب ورقص بريك دانس و رسومات الكرافيتي و كل ما يصنف في الأندركراوند
وانتقلت إلى افريقيا في نيجريا مثلا انبرى شبابها في تربية الضباع hyena handlersو التصوير مع الأسلحة الاتوماتيكية.كل هذا تعاملت معه الحكومات ليس بعقلية أمنية نتج عنها اعتقالات بل بذكاء: لقد تم الاعتراف بتلك الفنون و دمجها،وبناء ملاعب كرة سلة و مراكز ثقافية و تطوير الثانويات و رعاية نخبة من هؤلاء الشباب لكي تصبح هي نفسها المثال الأعلى للاَخرين مثل سنوب دوك و فيفيتي سانت و غيرهم من مغني الراب ،مما قلل فرض انتقالهم من التباهي و الإدعاء إلى ممارسة حقيقة للجريمة

0 commentaires :